Image
PhotoByAlbinHillert_20190415_AH1_7727.jpg
Photo:

هل يمكنك تقديم لمحة عامة عما شاهدتيه في الحياة اليومية وسط الناس الذين قمتي بمرافقتهم في طوباس والقرى الأخرى؟

ني ميبريك: لسنوات عديدة، كان المرافقون المسكونيون يوفرون وجوداً وقائياً في العديد من القرى في منطقة مسافر يطا في تلال الخليل الجنوبية، بما في ذلك ثمان قرى تقع داخل ما تسميه إسرائيل منطقة إطلاق النار 918.

وفي أيار/مايو 2022، أكدت المحاكم الإسرائيلية أن أكثر من 1,000 من سكان هذه القرى الثمان يمكن ترحيلهم قسراً من منازلهم وأراضيهم التي عاشوا فيها لأجيال. هذه هي المنطقة التي عملت فيها منذ أوائل أيلول/سبتمبر 2023.

عملت في الأصل مع برنامج المرافقة المسكونية التابع لمجلس الكنائس العالمي في فلسطين وإسرائيل في عام 2019، وكنت أعمل آنذاك في الخليل. وفي عام 2019، قضيت بعض الوقت في مسافر يطا. عندما عدت إلى مسافر يطا في أوائل أيلول/سبتمبر، حيث رأيت تدهوراً صادماً في أوضاع الفلسطينيين في المنطقة، بسبب زيادة عدد المستوطنين الإسرائيليين، وكذلك الجيش الإسرائيلي الداعم لهم، وهم يعيشون في المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير القانونية التي تحتل العديد من قمم التلال المطلة على قرى الفلسطينيين وأراضيهم.

وفي الأسابيع الخمسة التي كنت فيها متواجدة هناك، شهدت ظهور بؤرة استيطانية جديدة أخرى على تلة بالقرب من قرية طوباس داخل منطقة إطلاق النار.

وبالتالي، وبينما يُجبر الفلسطينيون على ترك منازلهم وأراضيهم، فإن عدد المستوطنين الإسرائيليين الذين ينتقلون إلى المنطقة آخذ في الازدياد.

وطلب أهالي القرية الدعم من المرافقين المسكونيين بسبب ارتفاع مستويات المضايقة والعنف من جانب المستوطنين الإسرائيليين والجيش الإسرائيلي.

ويتخذ العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون، بدعم من قوات الدفاع الإسرائيلي، أشكالاً عديدة. لقد شهدنا مضايقات للرعاة وهم يرعون قطعانهم، واجبارهم على مغادرة أراضيهم. ورأينا آثار الهجمات على المنازل وحظائر الحيوانات التابعة لبعض القرويين.

وكانت لدينا تقارير عن سرقة الزيتون مع اقتراب موسم حصاد الزيتون، بالإضافة إلى تدمير أشجار الزيتون في قرية التوانة في 12 تشرين الأول/أكتوبر.

كما شهدنا مضايقات لأطفال المدارس وهم يحاولون الوصول إلى المدرسة عبر مسارات قريبة من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.

ومع تزايد الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بالقوة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، وبدعم من الجيش الإسرائيلي، فإن مساحة الرعي المتاحة للفلسطينيين تتقلص باستمرار. مما يجبرهم على تقليل حجم قطعانهم وإنفاق مبالغ متزايدة من المال على شراء القش والحبوب لإطعام حيواناتهم. وهذا له تأثير ضار على مصادر رزقهم.  

وكان رأي أهالي القرية (الذي حصلنا عليه في 4 تشرين الأول/أكتوبر) كما يلي: "إنهم يضيقون الخناق علينا. ويجعلون حياتنا مستحيلة حتى لا يكون لدينا خيار سوى المغادرة. ثم يقولون إننا غادرنا طوعاً. هذا القفص يُغلق علينا". 

 ماذا تسمعين ممن تتواصلي معهم مرة أخرى في مسافر يطا الآن؟

ني ميبريك: منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر حتى الآن، أغلق الجيش الإسرائيلي جميع المداخل والمخارج لقراهم، وبالتالي لا يخشى الناس مغادرة منازلهم فحسب، بل لا يمكنهم مغادرة قراهم للحصول على الغذاء أو الإمدادات الطبية. أصبح ذهاب الأطفال إلى مدارسهم غير آمن. بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع المعلمون الذين يعيشون خارج المنطقة القدوم إلى مدارسهم. حتى قبل التصعيد الحالي، غالباً ما كان الجيش يؤخر المعلمين، وفي كثير من الأحيان يصادر سياراتهم، وفي أحيان أخرى يُترك المعلمون والأطفال في مناطق نائية، دون أي خيار سوى السير لمسافات طويلة تحت حرارة الشمس الحارقة للوصول إلى قرية ما حيث يمكنهم الحصول على المساعدة. وقد صدرت أوامر هدم بحق جميع المدارس داخل منطقة إطلاق النار 918، لذلك، ومن يوم لآخر، لا يدري المعلمون والأطفال ما إذا كانوا سيصلون ليجدوا مدارسهم وقد هدمها الجيش الإسرائيلي.  

واضطررنا إلى مغادرة المنطقة منذ وقوع الأحداث في وقت مبكر من صباح يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. لقد تلقيت رسائل من بعض أهالي القرى الذين نعرفهم. كلهم يصفون الوضع بأن هناك مجموعات مسلحة من المستوطنين في قراهم، في أوقات مختلفة، يجبرونهم على البقاء في منازلهم ويهددون بقتل أي شخص لا يمتثل لأوامرهم. 

فيما يلي اقتباسات مباشرة من الرسائل التي تلقيتها.

من قرية سوسية (9 تشرين الأول/أكتوبر): "جرف المستوطنون حقلاً زراعياً بالآليات وألقوا أطناناً من الأوساخ والمياه بمساعدة الجيش الإسرائيلي. هذه السياسة فعالة جداً في زمن الحرب. لا يوجد قانون هنا. منذ بداية الحرب، تم نقل عائلتين قسراً من المنطقة بسبب عنف المستوطنين. الوضع هنا كالجحيم في تلال الخليل الجنوبية. لقد فرض المستوطنون المسلحون تطبيق أحكامهم بدلاً من القانون".

من قرية سوسية (9 تشرين الأول/أكتوبر): "لقد ألحقوا الضرر بنظامنا المائي وأغلقوا الطريق وألحقوا أضراراً بمزرعتنا في سوسية. لقد قاموا بتخريب كل شيء يا صديقي".

من قرية أم الخير (15 أكتوبر): "حذر مستوطن مسلح جميع السكان من أنهم إذا غادروا منزلهم، فسوف يقتلهم". 

رسالة من قرية طوبا: "أنا وعائلتي ما زلنا هنا، لكن الوضع مخيف جداً ويزداد سوءاً. ويحمل المستوطنون الأسلحة دائماً. لقد دخلوا قريتنا قبل ثلاثة أيام (12 أكتوبر) وهم مدججين بالأسلحة، وعادوا اليوم (16 أكتوبر)، الساعة 6 صباحاً، مرة أخرى وهم مدججين بالأسلحة. حالياً (16 أكتوبر)، المستوطنون هم الجيش ويقومون بجولات استفزازية للغاية هنا والقرية بأكملها في خطر. أمس (15 أكتوبر)، "لا يمكننا فعل أي شيء. الآن هناك عربة فيها ثلاثة مستوطنين مسلحين في القرية أطلقوا مسيرة (درون) وهم الآن يصورون القرية بأكملها. لم يعد بإمكاننا تصوير أي شيء، لأنهم عندما يرون أي شخص، يشهرون عليه السلاح".

ما الذي تحملينه في قلبك للأشخاص الذين ترافقيهم؟

أشعر بقلق بالغ إزاء ما سيحدث لهؤلاء القرويين، خاصة في الأسابيع المقبلة. وبينما أستطيع مغادرة الضفة الغربية وإسرائيل بجواز سفري الإيرلندي، فإن أهالي القرى هؤلاء ليس لديهم مكان يذهبون إليه بحثاً عن الأمان. على أية حال، فهم لا يريدون مغادرة منازلهم. ببساطة هم "يريدون العيش دون خوف ومضايقات مستمرة"، وأن يكونوا قادرين على رعاية أطفالهم وأقاربهم الأكبر سناً، وبالطبع حيواناتهم، كما فعل آبائهم لأجيال. 

الأحداث الرهيبة في إسرائيل وغزة تحظى بتغطية إعلامية، لكن ما يحدث في الضفة الغربية تتجاهله وسائل الإعلام العالمية لحد كبير. 

أناشد مجلس الكنائس العالمي لاستخدام نفوذه في جميع أنحاء العالم للضغط على الحكومات، وخاصة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، للعمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق سلام عادل. ما لم تتحقق العدالة لكل من يعيش بين نهر الأردن والبحر، فإن دائرة العنف ستستمر.

مجلس الكنائس العالمي يدين الهجوم على مبنى مجاور لكنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية في غزة (بيان صحفي لمجلس الكنائس العالمي 20 أكتوبر 2023)

مجلس الكنائس العالمي يدعو إلى استجابة إنسانية عاجلة في غزة وتحقيق جنائي بقيادة الأمم المتحدة (بيان صحفي لمجلس الكنائس العالمي 19 أكتوبر 2023)

غضب مجلس الكنائس العالمي من أنباء الهجوم على مستشفى في غزة، ويدعو إلى العدالة والكرامة الإنسانية (بيان صحفي مجلس الكنائس العالمي صادر في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023)

مجلس الكنائس العالمي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والمساعدة الإنسانية العاجلة إلى غزة (بيان صحفي لمجلس الكنائس العالمي صادر في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023)

مجلس الكنائس العالمي ورؤساء الكنائس في القدس يدعون الجميع إلى يوم الصلاة العالمي (بيان صحفي لمجلس الكنائس العالمي صادر في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023)

رؤساء كنائس القدس يحثون على معالجة الأزمة الإنسانية في غزة (بيان صحفي لمجلس الكنائس العالمي صادر في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023)

مجلس الكنائس العالمي يدعو إلى مقاربة جديدة لحل الصراع في فلسطين وإسرائيل (بيان صحفي لمجلس الكنائس العالمي صادر في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023)

بيان: مجلس الكنائس العالمي يدعو إلى مقاربة جديدة لحل الصراع في فلسطين وإسرائيل (13 تشرين الأول/أكتوبر 2023)

رؤساء الكنائس في الأراضي المقدسة يدعون إلى خفض التصعيد واحترام حقوق الإنسان (بيان صحفي لمجلس الكنائس العالمي صادر في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2023)

خدمة الرثاء لفلسطين وإسرائيل: "نؤمن إيمانا راسخا بقدسية الحياة" (بيان صحفي لمجلس الكنائس العالمي صادر في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023)

مجلس الكنائس العالمي يناشد بشكل عاجل من أجل وقف فوري لإطلاق النار في إسرائيل وفلسطين (بيان صحفي لمجلس الكنائس العالمي صادر في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023)