غبطة البطريرك ثيوفولس الثالث بطريرك المدينة المقدّسة للروم الأرثوذكس حضرة الدكتور القس جري بيلاي الأمين العام لاتحاد مجلس الكنائس العالمي أصحاب السعادة والسفراء الحضور الكريم،
بداية، أود أن أنقل إليكم تحيات فخامة السيد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، وتحيات زملائي أعضاء اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين. كما أتقدم إليكم بجزيل الشكر والتقدير والامتنان لاستضافتكم هذا المعرض الفني، الديني، التاريخي والتراثي "معرض كنيسة المهد"، الأمر الذي يعكس وقوفكم ومساندتكم للشعب الفلسطيني، ويترك الأثر الكبير في قلوب الفلسطينيين المسيحيين وخاصة ابناء مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح، له المجد.
كما لا يفوتني الا أن أتقدم بالشكر والامتنان لكافة الجهات التي أسهمت في التحضير والإعداد لإنجاح هذا المعرض، وخاصة القطاع الخاص الفلسطيني ممثلا بشركة سي سي سي وبنك فلسطين وصندوق الاستثمار الفلسطيني.
كما تعرفون، فإن كنيسة المهد أقدم كنائس العالم والتي ارتادها الزوار منذ بنيت في العام 313 ميلادي، والتي شهدت ميلاد السيد المسيح وحملت رسالة العدل والسلام والمحبة الى العالم، أصبحت اليوم، وللأسف الشديد، محاصرة خلف جدار الفصل العنصري الذي يفصلها عن توأمتها "كنيسة القيامة" في القدس المحتلة.
إنّ هذا الحصار لمهد السيد المسيح يعكس المعاناة الأكبر التي يعاني منها أبناء شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وخارجه والذين تحرمهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي حق الوصول الى مدينتهم وكنيستهم، كما تحرم المئات من الحجيج حق الوصول الى المقدسات الدينية في كافة الاراضي المقدسة، ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية التي تكفل حرية العبادة.
أيها الحضور الكريم إنّ مهد المسيح له المجد، يقرع اجراس الكنائس ليصل صداها الى عواصم العالم وكافة الكنائس في شتى بقاع الارض، ليطالب بتحقيق العدالة ورفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني ويمنحه كافة حقوقه طبقا للشرعية الدولية ذات الصلة. نحن لا نطلب المستحيل، مطلبنا ان يعيش شعبنا حياة كريمة خالية من الاحتلال، وأن ينشأ اطفالنا بما يليق بالشعب الفلسطيني، نريد الأمن والاستقرار كباقي دول العالم، من أجل بناء مستقبل مزدهر وغدٍ أجمل، والحفاظ بمساعدتكم على ما تبقى من الوجود الفلسطيني المسيحي في الاراضي المقدسة، مساعدتكم التي تتمثل من جانبنا بزيارتكم لفلسطين ودعم شعبها وتمكينه من البقاء على ارضه، الشعب الفلسطيني الذي رغم كل المعيقات التي ذكرت وغيرها، الا انه شعبٌ حي شعب يحفظ تراثه ومقدساته.
باسمكم جميعا... أتقدم بجزيل الشكر لكافة الدول والمنظمات الدولية، ولكل من ساهم في انجاز ترميم كنيسة المهد، للحفاظ على هذا الإرث العالمي. والشكر موصول لبطريرك المدينة المقدسة للروم الارثوذكس كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث وحراسة الاراضي المقدسة وبطريركية الارمن الأرثوذكس لتسهيل كافة الاجراءات للبدء بأعمال الترميم.
أتمنى لكم الاستمتاع في أروقة معرض كنيسة المهد، وانتهز الفرصة لدعوتكم لزيارة فلسطين، والحجيج الى كنيسة المهد، خاصة ونحن مقبلون على أعياد الميلاد المجيد. نسأل الله العلي القدير بأن يشهد العام القادم حلاً جذرياً لقضيتنا الفلسطينية لينال شعبنا الحرية والكرامة والاستقلال على ترابه الوطني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
شكرا لحسن استماعكم، ونلتقى بكم في مدينة السيد المسيح ومهده- بيت لحم.
د. رمزي خوري عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس