Image
PhotobyMarceloSchneider_2021_03_02_21.jpg

يوفر التطعيم الجماعي أمل في أوقات الخوف.

Photo:

 

في حين أوشك العالم على احتواء انتشار فيروس كورونا، إلا أن التحديات تظل قائمة في البلدان التي تستهين بخطورة الوباء، أو حتى إنكاره.  وبسبب انتشار الشائعات ونظريات المؤامرة بكافة أنواعها حول برامج التطعيم يحجم الناس عن أخذ اللقاح.

يقول الأمين العام بالنيابة لمجلس الكنائس العالمي، القس د. إيوان سوكا: "إن مثل هذه المعلومات المضللة تؤكد فقط على مدى أهمية تنسيق الجهود بين قطاع الصحة والمنظمات الدينية، ومراعاة الأبعاد الروحانية عند إطلاق حملات علاج جماعية". وأصدر القس سوكا مؤخراً بياناً عاماً حث فيه الزعماء الدينيين على بناء الثقة، ومكافحة المعلومات المضللة، والمساهمة في اتخاذ القرارات المقبولة في سياقاتها الخاصة.        

التوفيق بين الجوانب الطبية والروحية

إن التردد في أخذ اللقاح يشكل، إلى حد ما، تحدياً أيضاً في البلدان التي تأخذ الأمور بجدية وتشجع على التطعيم. وقد ناشد خبراء طبيون ومسؤولون حكوميون الناس لأخذ اللقاح عند توفيره، لأنه ينقذ الأرواح ويخفف الأعباء عن المستشفيات وغيرها من مرافق الرعاية الصحية. ولكن، هناك أيضاً بعد روحي للجائحة، حسب تأكيد زعماء الكنيسة في كثير من الأحيان، حيث قد تُحدث الحركة المسكونية فارقاً كبيرا، ويلعب مجلس الكنائس العالمي ومنظمات دينية أخرى دوراً مهماً في الترويج لأخذ اللقاح باعتباره من أعمال التضامن، فضلاً عن تبديد الشائعات ونظريات المؤامرة التي لا أساس لها من الصحة.

تعمل مجالس الكنائس الوطنية والمجتمعات الدينية في مختلف أنحاء العالم جنباً إلى جنب مع المنظمات الصحية للتصدي للمعلومات الزائفة وضمان اتساق الجوانب الطبية والروحية بشكل جيد.

ويسترسل سوكا قائلا: "لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي عندما يعاني الناس ويمنعون من أخذ اللقاح المتوفر لهم، وأن الأمر لا يقتصر على حماية الأفراد من المرض الشديد، وفي أسوء الحالات من الموت، بل إنه يدور حول التضامن والتعاطف". 

انضم مجلس الكنائس العالمي مؤخراً إلى أكثر من ثلاثين منظمة صحية مسيحية في مختلف أنحاء العالم في إثارتها للمخاوف بشأن عدم المساواة في الوصول إلى الخدمات الصحية ولقاحات كوفيد - 19 (COVID-19). وفي بيان لها، حثت المنظمات كل زعماء الحكومات على بذل كل ما في وسعها لجعل لقاحات كوفيد - 19 سلعة عالمية عامة ــ يسهل الوصول إليها ومتوفرة وتوزع بشكل عادل.  

في 15 آذار/مارس، نظم مجلس الكنائس العالمي ندوة عبر الإنترنت لاستكشاف كيف يمكن أن تساهم الكنائس في حصول من لا يملكون جنسية أي دولة (البدون) لقاح كوفيد - 19 في إطار حملات التطعيم الوطنية.  

التغلب على التردد في أخذ اللقاح

إن دعم المعلومات العلمية في سياقات روحانية يشكل وسيلة أخرى للوصول إلى المجتمعات التي يتردد الناس فيها لأسباب مختلفة في الحصول على اللقاح. في شهر فبراير/شباط نظم مؤتمر الكنائس الأوروبية ندوة عبر الإنترنت بعنوان "التطعيم ــ لعنة أم نعمة ؟ منهج روحي ولاهوتي في التطعيم ضد مرض كوفيد-19، حيث استكشف خبراء الطب وعلماء اللاهوت الوضع الحالي للمعرفة العلمية فيما يتعلق بالتطعيم ضد مرض كوفيد-19 من منظور مسيحي أخلاقي. كما أن الندوة، المدعومة بورقة نقاش، قدمت للكنائس والمجتمع معلومات تستند إلى الحقائق والرؤى، وتتناول مسائل الشك ونظريات المؤامرة حول المرض.

وفي الشرق الأوسط، حيث يمثل الوباء تحديا آخر على رأس مجموعة من التحديات، أعطى مجلس كنائس الشرق الأوسط باستمرار الأولوية للتحديثات الواقعية على موقعه على الإنترنت، كل بلد على حدة، بشأن الحالة الراهنة من حيث عدد الحالات وحالات التعافي والوفيات. ويحث زعماء الكنيسة الناس على التطعيم، برغم أن نقص اللقاحات تسبب في التأخير.  

القيادة بالقدوة

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أحد أكثر الدول تضرراً من الجائحة، حيث بلغ عدد الوفيات أكثر من نصف مليون إنسان بسبب مرض كوفيد-19 حتى الآن، يشجع المجلس الوطني لكنائس المسيح على أخذ اللقاح من خلال موقع "الإيمان باللقاح" (Faith4Vaccines) على شبكة الإنترنت، وهو مصدر يتم تطويره للقادة الدينيين حيث يمكن مشاركتهم لقصصهم حول أخذ اللقاح ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي. كما يشارك المجلس في حملة على شبكة الإنترنت والتي تحمل وسم "#قساوسة من أجل اللقاح" (#pastors4vaccines) لتشجيع الناس على الحصول على اللقاح وحماية مجتمعاتهم. 

تقول سينثيا جريفيث، مدير الاتصالات والتنمية في المجلس الوطني لكنائس المسيح: "لا زلنا نؤمن بأن الناس، لو شاهدوا أناس يثقون بهم وهم يأخذون اللقاح، ويشجعونهم على أخذه، سيستمعون لهم ويستجيبوا. لذلك، فإن أي حملة لابد أن تتضمن قادة موثوقين يتشاركون الرسالة. لقد فعلها ألفيس بريسلي ذات مرة حين حث الناس على التطعيم ضد شلل الأطفال. ونحن نحث الأساقفة وزعماء المجتمع على مشاركة صورهم الخاصة وهم يأخذون اللقاح".

مثل هذه الدعوات سيكون لها صدى أيضاً خلال أسبوع الصلاة لمجلس الكنائس العالمي في زمن جائحة كورونا (كوفيد - 19)، وهي مبادرة ستنعقد من 22 إلى 27 آذار/مارس، استجابة لطلبات من الكنائس الأعضاء والشركاء المسكونيين.  خلال هذا الأسبوع، سيتم نقل الصلوات وتوزيع الموارد الروحية التي تم إنتاجها كاستجابة للجائحة. وفي اليوم الخامس للصلاة تحت عنوان "الحماية"، سيتم التطرق للتردد في أخذ اللقاح بسبب انتشار المعلومات المضللة. وهناك مناشدة للزعماء الدينيين والروحيين ليكونوا قدوة وأن يأخذوا اللقاح علناً من أجل منح الثقة وتطمين مجتمعاتهم.

سوكا مقتنع بأنه "إذا تحدث أهل الإيمان ومجتمع الرعاية الصحية بصوت واحد، فسيساهم ذلك إلى حد كبير في التغلب على انعدام الثقة والتردد".

مخاوف جدية في البرازيل وتنزانيا



 البرازيل وتنزانيا هما مثالين بارزين على البلدان التي تستهين بالجائحة.  في البرازيل، كانت معدلات الإصابة ومعدلات الوفيات في ارتفاع حاد، وتصارع البلاد الآن لإبقاء تفشي فيروس كورونا تحت السيطرة. أصدرت الغرفة الأسقفية للكنيسة الأنغليكانية الأسقفية في البرازيل رسالة وعظيه وسط تفاقم جائحة كورونا، تقول الرسالة أن " الموجة المروعة من الإصابات والسلالات الجديدة للفيروس جلبت المزيد من الألم، والحزن، والشعور بأننا وسط دوامة نتدرع فيها بنعمة الله". ويشير الأساقفة أيضاً إلى أن بطء استجابة السلطات الحكومية أدى إلى "ظاهرة إنكار غير مسؤولة" من جانب الناس.

وتضيف الرسالة “إن البرازيل على بعد خطوة من العزلة عن الدول الأخرى في العالم، وأن البرازيل لن تتخلص من هذا الوضع إلا إذا تبنت إجراء لعزل جذري والحفاظ على الأنشطة الأساسية حصريا، وتلقيح شامل".

وفي تنزانيا، نفى الرئيس الراحل جون بومبي ماغافولي، الذي أعلنت الحكومة التنزانية وفاته يوم أمس، انتشار الفيروس ورفض شراء لقاحات لشعبه. وتتزايد الآن المخاوف بشأن الارتفاع الحاد في حالات الإصابة في تنزانيا.

وفي كينيا وزامبيا المجاورتين، تظل المواقف بشأن اللقاحات منقسمة، وهو ما ترك عامة الناس في شك إلى حد كبير فيما إذا كان عليهم أخذ اللقاح أم لا.  لقد أصدر تجمع الكنائس في أفريقيا كافة تنبيه لآداء الصلاة دعما لبرنامج التطعيم في القارة، مشجعا للصلوات من أجل التلاحم بين العلم والإيمان، لأنه يُعتقد أن لكل منهما دورا لا غنى عنه في معالجة الأزمة. وجاء في التنبيه دعوة إلى إقامة الصلوات من أجل نجاح البرنامج، وأن تحصل أفريقيا على إمدادات كافية وفعالة من اللقاحات التي تحتاج إليها لإنهاء هذه الجائحة.  

إن الحركة المسكونية وزمالة الكنائس في وضع جيد يسمح لها بالتواصل مع الناس، وخاصة في المناطق الريفية، مدعومة بمعلومات واقعية قائمة على العقيدة الإيمانية حول أهمية أخذ اللقاح.

ويخلص سوكا إلى القول: “نحن ملتزمون بالقيام بكل ما بوسعنا لنمنح الأمل، ونخفف من المعاناة في المجتمعات الأكثر تضرراً وتخفيف العبء على عاملي الرعاية الصحية المنهكين.  وتشكل مواجهة المعلومات والنظريات الزائفة جزءاً من هذه المهمة".   

* كلوس غرو هو مستشار الاتصالات لمجلس الكنائس العالمي.

 

      

As COVID-19 vaccines roll out, WCC urges religious leaders to combat misinformation

   )مع إطلاق لقاحات كوفيد-19، يحث مجلس الكنائس العالمي القادة الدينيين على مكافحة المعلومات المضللة( -

 بلاغ صحفي لمجلس الكنائس العالمي في 24 فبراير 2021

مجلس الكنائس العالمي. موارد متعلقة بجائحة كورون