Image
"آيا صوفيا"، تصوير نيكوس باباكريستو

"آيا صوفيا"، تصوير نيكوس باباكريستو

في 11 تموز/ يوليو، وجه الأمين العام بالنيابة لمجلس الكنائس العالمي القس البروفيسور الدكتور يوان سوكا خطاباً إلى الرئيس التركي يعبر فيها عن "الحزن والأسى"، مشيراً إلى أن "آيا صوفيا لطالما كانت، منذ 1934، مكاناً للانفتاح والالتقاء والإلهام للناس من جميع البلدان والديانات".

وأثار الخطاب ردود فعل على نطاق واسع من الكنائس ووسائط الإعلام – ومن الزعماء المسلمين أيضاً.

والتقى سوكا عبر شبكة الإنترنت مع سعادة القاضي محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية والمستشار الخاص للإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب والمستشار الخاص لمجلس حكماء المسلمين.

وورد في رسالة من اللجنة العليا للأخوة الإنسانية موقعة من عبد السلام ما يلي: "تسليماً بالقيمة الثقافية والروحية لآيا صوفيا للإنسانية جمعاء، نحن ندعم دعوتكم لتفادي الانشقاقات ولتعزيز الاحترام والتفاهم المتبادلين فيما بين الأديان، ويسعدني أن أرفق طيه نسخة من بيان اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بخصوص هذه المسألة".

وكرَّر البيان أن أماكن العبادة يجب أن تظل دائماً رسالةً للسلام والمحبة بين جميع المؤمنين. وورد في البيان: "تدعو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية الجميع إلى تفادي أي خطوة من شأنها أن تمس بالحوار بين الأديان والتواصل بين الثقافات، مؤكدة على ضرورة أن تولي الإنسانية الأولوية لقيم التعايش. وتعتبر اللجنة العليا للأخوة الإنسانية أن أماكن العبادة لها معنى خاص جدا لدى المؤمنين، مع التأكيد على أن هذه المكانة لا يجب أن تتغير – رسالة سلام ومحبة للجميع، ولا ينبغي استخدامها بطريقة يمكن أن تؤجج مشاعر الفصل والتمييز، في زمن يتعين فيه على العالم أن يستجيب للمناشدات الدينية الداعية إلى تحقيق التضامن الإنساني وتعزيز قيم التعايش والأخوة بين جميع البشر".

وكتب حفيظ وارديري، مدير مؤسسة التعارف في جنيف، وعضو مؤسس ونائب رئيس البرنامج المشترك بين الأديان في جنيف، وعضو مؤسس ونائب رئيس منظمة الدعوة الروحية في جنيف (Spiritual Appeal of Geneva)، رسالة إلى مجلس الكنائس العالمي قائلاً فيها: "أود أن أعرب عن دعمي التام للرسالة الموجهة إلى رئيس تركيا، السيد رجب طيب أردوغان، التي كتبها القس البروفيسور الدكتور يوان سوكا، الأمين العام بالنيابة لمجلس الكنائس العالمي في جنيف، عن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد في حين كانت رمزاً متحفياً لاحترام الأديان ومثالاً للسلام.. كمسلم، وعلى غرار العديد من المسلمين الآخرين في العالم، ندعو أن تظل آيا صوفيا، في تركيا العزيزة على قلوبنا جميعاً، كما كانت عليه منذ 1934، أي محفلاً للمعرفة والنور والحكمة والسلام للإنسانية جمعاء".

وقال سوكا إنه متفاجئ وممتن لردود الأفعال واسعة النطاق التي اتسمت بالتضامن والدعم. وقال: "لقد كانت ردود الأفعال أكبر بكثير مما توقعناه. لقد عاش المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب عبر التاريخ في منطقة الشرق الأوسط ووجدوا، استناداً إلى إيمانهم المشترك بمحبة الله والجار، سبلاً للتعايش والتعاون والدعم المتبادل".

كما أشار إلى أن الحوار بين الأديان مستمر لقرابة خمسين عاماً وفي هذه الأوقات زاد هذا الحوار عمقاً وبات ضرورياً أكثر من أي وقت مضى. وأضاف قائلاً: "أشعر بالفخر والحماس عندما رأيت هذا الكم من الدعم والتضامن الذين أعرب عنهما شركاؤنا وأصدقاؤنا المسلمون. وهذا دليل على أن حوارنا عميق وصادق وأننا معاً يمكننا أن نحقق الحلم المتمثل في بناء عالم سلمي يحترم فيه الناس ديانات بعضهم البعض".

وعرض سوكا، خلال تقريره أمام اللجنة التنفيذية لمجلس الكنائس العالمي التي عقدت اجتماعها عبر الإنترنت هذا الأسبوع، ملخصاً للحوار مع شركاء مجلس الكنائس العالمي المسلمين وردة فعلهم. وأكدت اللجنة التنفيذية بقوة على خطاب الأمين العام بالنيابة لمجلس الكنائس العالمي المؤرخ في 11 تموز/ يوليو الخاص بتحويل آيا صوفيا في إسطنبول من متحف إلى مسجد، مع الإشارة إلى الآثار السلبية لهذا القرار على العلاقات بين الأديان، ودعت إلى إلغائه وإلى إبقاء آيا صوفيا إرثاً مشتركاً للإنسانية.

كما رحبت اللجنة التنفيذية أيضاً باهتمام وسائط الاعلام رفيعة المستوى بهذا الخطاب من جميع أرجاء العالم وأعربت عن امتنانها للدعم الذي حظي به الخطاب من النظراء المسلمين. كما دعت اللجنة أعضاء مجلس الكنائس العالمي من سائر أنحاء العالم إلى الصلاة والتضامن في جهودهم الرامية إلى الطعن في هذا القرار الذي يعد انتكاساً خطيراً، وتوصي بإبداء اللجنة التنفيذية للتضامن رسمياً مع البطريرك المسكوني، ومع الإجراءات التي يتخذها مجلس الكنائس العالمي في هذا الشأن.

قرار الرئيس أردوغان بشأن آيا صوفيا يبعث على "الحزن والأسى" لدى مجلس الكنائس العالمي (بالإنجليزية)

خطاب مجلس الكنائس العالمي الموجه إلى الرئيس أردوغان للإبقاء على آيا صوفيا كإرث مشترك للإنسانية (بالإنجليزية)

اللجنة العليا للأخوة الإنسانية

مؤسسة التعارف في جنيف

عمل مجلس الكنائس العالمي لتعزيز الثقة والاحترام بين الأديان (بالإنجليزية)