Image
 البيان الافتتاحي من طرف  قداسة البطريرك المسكوني "بارثولوميوس". الصورة : ماريان إجدرستين / مجلس الكنائس العالمي

البيان الافتتاحي من طرف قداسة البطريرك المسكوني "بارثولوميوس". الصورة : ماريان إجدرستين / مجلس الكنائس العالمي

وضع مؤتمر "الحوار بين الأديان من أجل السلام وتعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة" الذي عُقد في فيينا في 26 شباط/ فبراير، أول خطة عمل مشتركة بين قادة رجال الدين العرب لتمهيد سبيل درء الانقسامات التي خلّفها المتطرفون، وإحياء التلاحم  الاجتماعي والمواطنة المشتركة في المنطقة العربية.

تُشكل هذه المنصة الأولى من نوعها لقادة الطوائف المسيحية والمسلمة في المنطقة، حيث يمكنهم التعاون معا من أجل تعزيز المصالح الفضلى لجميع شعوب المنطقة. ويَعتبر قادة رجال الدين وصانعو السياسات هذه المؤسسة أساسية؛ ذلك أن الافتقار إلى مثل هذا المنبر يشكل عقبة أمام الحوار المتواصل بين الأديان.

وشارك في هذا المؤتمر أكثر من 200 من قادة رجال الدين وصناع القرارات والأكاديميين وممثلي المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك قادة المجلس البابوي للحوار بين الأديان، ورابطة العالم الإسلامي، والكنيسة الإنجيلية في مصر.

وأشرف على تنظيم هذا المؤتمر مركز الحوار الدولي الذي يتخذ من فيينا مقرا له، إذ يمثل معلما بارزا في برنامج "مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات"  لتعزيز التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي في المنطقة العربية.

البطريرك المسكوني يلقي الكلمة الافتتاحية

في كلمة افتتاحية، قدم قداسة البطريرك المسكوني "بارثولوميوس" تحياته وآيات الشكر لأولئك الذين قطعوا ربوع العالم من أجل هذا المسعى التاريخي الهام. وقال "إنه لمن الفخر حقا أن نكون في حضور الكثير ممّن لا يكلون ولا يملون من أجل السلام، الذين جاؤوا إلى فيينا هذا الأسبوع للمشاركة في هذا المؤتمر ومعالجة التهديدات المتزايدة التي تؤثر على كرامة الإنسان والتفاهم والانفتاح والسلام في عالم اليوم ". وأضاف "أن عملنا هنا يؤتي ثماره خلال وقت دقيق وصعب من تاريخنا".

واستطرد "بارثولوميوس" الأول قائلا "إنه وعلى الرغم من النضال من أجل ترسيخ حقوق الإنسان على مدى عقود عديدة، إلا أن العديد من الحكومات، في جميع أنحاء العالم، مازالت تسن القوانين التمييزية وتستخدم القوة من أجل قمع وحرمان حرية مواطنيها في الدين أو المعتقد."

وتابع أنه "على مدى السنوات القليلة الماضية، ازداد عدد البلدان ذات المستويات المرتفعة أو العالية جدا من الأعمال الاجتماعية العدائية ضد جماعات الأقليات الدينية على نحو مطرد في جميع أنحاء العالم". وأضاف "أن الظروف في أنحاء كثيرة من العالم بعيدة عن المثالية".

واختتم بالتشديد على مساهمة الدين البالغة الأهمية للتغلب على الأزمة العالمية، وقال "المحبة تتجاوز القدرة البشرية. إنها هبة إلهية ". "لذلك، نعتقد اعتقادا راسخا بأن تحقيقها يتطلب أكثر بكثير من ردنا البشري العفوي. فهي تتطلب شيئا أكثر بكثير من إرادتنا البسيطة لمتابعة دعوة الرب، إذ تنطوي على استجابة مستمرة ومتواصلة، وعلى التزام من خلال الإيمان والصلاة والنضال الروحي، بعبارة أخرى، من خلال الدين."

وشهد الحدث أيضا ملاحظات افتتاحية من سعادة الأمين العام لمركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات السيد/ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر؛ وسعادة الأمين العام للشؤون الخارجية لجمهورية النمسا الدكتور "مايكل لينهارت"؛ ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة العربية السعودية السيد/ نزار مدامي؛ وسعادة سفير تحالف الحضارات والحوار بين الأديان السيد/"بيلين ألفارو"؛ ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان سماحة الكاردينال "جان لوي توران".

الحوار بين الأديان من أجل السلام، وتعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة (بث مباشر).

عمل مجلس الكنائس العالمي على تعزيز الثقة والاحترام بين الأديان.

WCC work on Strengthening inter-religious trust and respect