placeholder image

القس الدكتور / أولاف فيكس تفايت، الكاردينال / كورت كوخ، والسيد / جريج بورك، مدير المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي خلال المؤتمر الصحفي. الصورة: ماريان إجدرستن / مجلس الكنائس العالمي

أعلن الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي اليوم أن البابا فرنسيس سيزور مجلس الكنائس العالمي في شهر حزيران/يونيو المقبل.

وجاء الإعلان الرسمي في 2 آذار/مارس خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد في الفاتيكان مع الكاردينال / كورت كوخ من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وهو رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة المسيحية، والقس الدكتور/ أولاف فيكس تفايت، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي.

وتُعدّ هذه الزيارة التاريخية التي ستُجري في 21 حزيران/يونيو هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها البابا، لكنها المرة الأولى التي تُخصص فيها هذه المناسبة لزيارة مجلس الكنائس العالمي.

وفي الوقت الذي يبدأ فيه البابا فرنسيس  السنة الخامسة من ولايته البابوية، يحتفل مجلس الكنائس العالمي بالذكرى السنوية السبعين لتأسيسه، وستُختتم احتفالات الإرث المسكوني وتجديد وعده بزيارة البابا.

بارقة أمل

صرّح الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي الدكتور / أولاف فيكس تفايت قائلاً: "إن أنباء زيارة البابا إلى مجلس الكنائس العالمي وإلى جنيف تُعدّ بارقة أمل لجميع الذين يتوقون إلى الوحدة والسلام والعدالة في عالم مصدّع ومنقسم. وهي دليل على أن الكنائس المسيحية يمكنها أن تؤكد دعوتنا المشتركة ورسالتنا لخدمة الله معا. وهي تأكيد لتركيزنا المشترك على حاجة زملائنا البشر، والقيام معا بما يمكننا القيام به معا من أجل المصالحة والوحدة بين الكنائس وفي العالم".

"إن زيارة البابا على هامش مناسبة الذكرى السبعين لمجلس الكنائس العالمي هي اعتراف لأولئك الذين صلّوا وعملوا معا لسنوات عديدة من أجل وحدة الكنيسة. إنها دليل هام على ما توصّلنا إليه في هذه السنوات، من خلال عمل مجلس الكنائس العالمي وبالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، والآن تحت قيادة البابا فرنسيس ".

ويرى الدكتور / تفايت الزيارة على أنها "تشجيع كبير لأولئك الذين هم على استعداد لمواصلة هذه الرحلة الإيمانية كحجاج يسعون إلى الوحدة والعدل والسلام - باستخدام إيماننا وحياتنا الدينية كوسيلة لبناء الجسور وإعطاء الأمل لمستقبل أفضل معا".

القس / أولاف فيكس تفايت، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي والكاردينال / كورت كوخ، رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة المسيحية. الصورة: ماريان إجدرستن / مجلس الكنائس العالمي

 

رؤية مشتركة للمسكونية

تسلط الزيارة الضوء على الرؤية المشتركة للبابا فرنسيس  ومجلس الكنائس العالمي المتعلقة بمشاركة مسكونية عملية، حيث يواصل مجلس الكنائس العالمي إشراك الكنائس وغيرها في كل مكان في عمل ملموس من خلال حجه من أجل العدالة والسلام، وتعاونه بشكل وثيق مع الأنشطة الحديثة للفاتيكان.

مجلس الكنائس العالمي هو زمالة تتكون من 348 كنيسة عضو، أي تقريبا جميع الكنائس الأرثوذكسية، مع العشرات من الكنائس الأنغليكانية واللوثرية والميثودية والإصلاحية، وغيرها من الكنائس التي تمثل معا ما يقرب من نصف مليار مسيحي في جميع أنحاء العالم. وكان مجلس الكنائس العالمي لمدة 70 عاما الأداة الرئيسية للحركة المسكونية بين المسيحيين للتغلب على الانقسامات التاريخية، والشهادة معا على إيمانهم، والدعوة معا من أجل العدالة الاجتماعية، والعمل بطريقة منسقة من أجل العدالة والسلام.

وقد أثبت البابا فرنسيس  أنه ليس فقط شخصية ملهمة ولكن أيضا من أولئك الذين يعيدون صياغة مفاهيم مهمة الكنيسة والتلمذة المسيحية والمسؤولية المسيحية. ويُعدّ البابا فرنسيس  من الناقدين الأشداء للنظام الاقتصادي الدولي وللتهديدات البيئية، ومن المدافعين على اتباع نهج متكامل إزاء الاقتصاد والأرض والفقراء.

وعلى الجبهة المسكونية، شدّد البابا فرنسيس  على التضامن في العمل لصالح الفقراء كوسيلة لرعاية الزمالة المسكونية، بالتزامن مع شاهد مشترك على فرح الإنجيل والوعد بالعدالة الاجتماعية.

وأسس البابا فرنسيس علاقات وثيقة مع البطريرك المسكوني "بارثولوميو" الأول، وشارك في برمجة مشتركة مع رئيس أساقفة "كانتربري" لمكافحة الاتجار بالبشر، وأبرم اتفاقاً مع بابا الكنيسة القبطية "الأنبا تواضروس الثاني" للاعتراف المتبادل بالمعمودية.

ومنذ المجلس الفاتيكاني الثاني وحتى قبل ذلك، عملت الكنيسة الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي معا بشكل وثيق. وشهد الفريق العامل المشترك في عام 2015 عامه الخمسين، ويشارك الفاتيكان بنشاط في البرامج الرئيسية وجميع لجان مجلس الكنائس العالمي، رغم أنه ليس عضوا فيه.

التعاون في البرامج

وشهدت السنوات الأخيرة تنسيق العديد من برامج مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان مباشرة، وتعاونت الهيئتان تعاونا وثيقا بشأن قضايا تغير المناخ وصنع السلام في البلدان التي مزقتها الحروب والهجرة واللاجئين والتعاون بين الأديان وبالطبع العلاقات المسكونية وتعميق التفاهم اللاهوتي المتقارب للكنيسة والمهمة، ودياكونيا أو القداس.

وقال الأمين العام للمجلس الدكتور / أولاف فيكس تفايت: "حقاً نحن نتطوّر معا". وأشار إلى مثال حديث قائلًا: "أنا مسرور جدا، على سبيل المثال، بالتعاون الحالي مع هيئة ديكاستيري من أجل تعزيز التنمية البشرية المتكاملة بقيادة الكاردينال "بيتر توركسون"، إذ إننا نُحضّر لعقد مؤتمر مشترك حول كراهية الأجانب والعنصرية والشعبوية المُزمع عقده في أيلول/سبتمبر من هذا العام".

وأشار الدكتور / تفايت الى التآزر القوى والرؤية المشتركة عبر مجموعة من الأنشطة قائلاً: "إن العلاقات المتنامية بين الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وزمالة الكنائس التابعة لمجلس الكنائس العالمي تُعدّ بارقة أمل حقيقية - وليس فقط للكنائس. الأمل أمر بالغ الأهمية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون في الكثير من الأماكن من آثار الظلم والعنف والحرب .... دعونا نصلي من أجل أن تكون زيارة البابا فرنسيس إلى مجلس الكنائس العالمي بارقة أمل ومحطة مشتركة في الحج المشترك للعدالة والسلام والمشي والصلاة والعمل معا".

المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي

تسجيل فيديو للمؤتمر الصحفي

الفريق العامل المشترك بين مجلس الكنائس العالمي والكنيسة الكاثوليكية الرومانية

المزيد عن الذكرى السبعين لمجلس الكنائس العالمي