placeholder image

يمكن للكنائس في أوربا أن تلعب دورا حاسما في الإستجابة لقضية وصول اللاجئين إلى أوربا، حسبما قال وزير الداخلية الألماني لحشد في جنيف من ممثلي الحكومات ووكالات الامم المتحدة والمؤسسات الكنسية والدينية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني.

"إن إدارة الأزمة العالمية لللاجئين ليست مهمة صانعي سياسة الحكومة وحدهم" حسبما قال الدكتور توماس دو ميتزيير، وزير الداخلية الألماني بتاريخ 18 كانون الاول/يناير في الخطاب الرئيسي في اليوم الاول من اجتماع يعقد ليومين لمؤتمر عالي المستوى حول أزمة اللاجئين وأوربا.

قام أكثر من مليون شخص برحلة بحرية محفوفة بالمخاطر الى أوربا خلال السنة السابقة مع عدد كبير قد وصل برًّا وقد هرب معظمهم من النزاعات والعنف والإضطهاد سيما في سوريا وأفغانستان والعراق. وأفادت التقارير بأن ما لا يقل عن 3700 شخص قد لاقوا حتفهم خلال عبور البحر.

وفي الوقت عينه فإن عدد اللاجئين السوريين الذين نزحوا الى البلدان المجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن قد تجاوز كثيرا عدد أولئك الذين سعوا للوصول الى أوربا.

"إن التحديات السياسية والاجتماعية والإنسانية الاستثنائية التي أثارتها أزمة اللاجئين تبين بأن الحكومة والمجتمع المدني والمهني وكذلك الكنائس لديهم مسؤولية مشتركة" حسبما قال السيد دو ميتزيير، وهو عضو ناشط في الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا، في خطابه أمام المجتمعين.

وأضاف "أن التجمعات الكنسية بصفتها العمود الفقري لمنظمات المجتمع المدني هي غالبا الجهات التي توفر المساعدة، ومع ذلك فهناك حاجة للمزيد".

ولقد عُقد هذا المؤتمر في المركز المسكوني في جنيف بدعوة من مجلس الكنائس العالمي بالتعاون مع منظمة اليونيسيف (منظمة الامم المتحدة للطفولة) وصندوق الأمم المتحدة للسكان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويهدف المؤتمر للوصول الى التزام الأطراف المشاركين بتقوية استجاباتهم للأزمة وتنسيقها بما فيها السعي لتطبيق سياسات الهجرة والدمج المجتمعي وخلق آليات مناسبة لتحركات نظامية وآمنة لللاجئين عبر أوربا.

وفي خطابه المستفيض، قال السيد دو ميتزيير إنه ثمة حاجة ملحّة للوصول الى حلول مشتركة في الاتحاد الأوربي بشأن التعامل مع اللاجئين وإلى إصلاح الإجراءات الأوروبية "المختلّة" المتعلقة باللجوء. إن عددا قليلا فقط من الدول الأعضاء في الإتحاد الأوربي، خصوصا ألمانيا، تستقبل الغالبية العظمى من اللاجئين الواصلين الى أوربا، حسب تصريحه مضيفا "بينما تقف دول اعضاء أخرى في موقف المتفرج".

وفي الوقت نفسه أكد السيد دو متزيير أن موارد البلدان الاوربية محدودة ولا يمكنها بالتالي استيعاب لاجئين ومهاجرين من أجزاء أخرى من العالم. وقد حث على اتخاذ إجراءات منسقة لتعزيز الحدود الخارجية للإتحاد الأوربي.

وفي رد على خطاب السيد وزير الداخلية حذرت رئيسة أساقفة الكنيسة في السويد، أنتيجه جاكلين، من أن تفهم رسالته على أنها دعوة إلى السيطرة على تدفق اللاجئين قائلة بأن ذلك يمكن أن تكون له نتائج عكسية على الرأي العام.

وحذرت من نمو الشعور بالكراهية تجاه الأجانب والخوف من المسلمين قائلة بأنه على الكنائس مكافحة "إستخدام اللاهوت المسيحي كأداة لشرعنة  كراهية الإسلام".

ويهدف هذا الإجتماع أيضا إلى معالجة التحديات في البلدان الاصلية التي يأتي منها اللاجئون وفي بلدان العبور بالإضافة الى البلدان التي يقصدونها كملجأ أو ملاذ آمن.

وفي ترحيبه للسيد دو متزيير في المركز المسكوني، أكد الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، القس أولاف فيكسه تفايت على الحاجة الى عملية سلام سياسية لسوريا وبلدان أخرى "وإلا لن نستطيع أبدا معالجة المواقف التي نتعامل معها اليوم".

لقد وصف السيد تفايت الموقف على أنه أزمة ليست فقط لللاجئين الذين وصلوا أوربا بل أيضا بالنسبة للكيفية التي تتعامل بها أوربا مع الموقف، كما صرح السيد تفيت قائلا:" أنه تحدّ يتحدى روح القيم في أوربا".