placeholder image

© Peter Williams/WCC

أعرب الأسقف الألماني د. هاينريش بيدفورد شتروم في كلمته التي القاها في المركز المسكوني بتاريخ 3 نوفمير / تشرين الثاني بشأن تعزيز السلام بأن  الكنائس هي على الأرجح أقوى مجموعة من مجموعات المجتمع المدني على المستوى العالمي وهى بحاجة إلى الارتقاء إلى مستوى هذه المسؤولية والسعي من أجل تحقيق السلام. و د. هاينريش بيدفورد شتروم أسقف ورئيس مجلس الكنيسة الانجيلية في ألمانيا ( الكنائس البروتستانتية و اللوثرية).

وكانت الاحتفالية بحركة الإصلاح الانجيلي بمثابة فرصة لإلقاء نظرة ناقدة على الحاضر من خلال التفكير في الماضي وحضر هذه الاحتفالية عدد كبير من القيادات البارزة لإحياء ذكرى مرور خمسمائة عام على حركة الإصلاح الإنجيلي، هذا الحدث الذي أدى الي تغيير في وجهات النظر في  المسيحية والعالم.

وارتبطت هذه الاحتفالية بجنيف باعتبارها "عاصمة السلام" في العالم وتكون فريق عمل اللجنة من سبعة أعضاء على رأسهم الامين العام لمجلس الكنائس العالمي القس الدكتور أولاف فيكس تفاتيت وأدار الحوار رئيس رابطة المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة  السيد يان ديرك هيربرمان.

وأكد بعض المتحدثين أن الكنائس بحاجة إلى إدراكها بإمكانية ان تكون أداة في الصراع فضلا عن كونها اداة لتحقيق السلام. وأشار أحد المتسائلين أيضا الي الدور الذي يمكن ان تؤديه الكنائس في التعامل مع صناعة الأسلحة التي في كثير من الأحيان لديها مصالح قوية في استمرار الصراعات وتأجيجها.

وأردف بيدفورد شتروم بأن الصلاة والتواصل شيئان ضروريان لتعزيز السلام مشيرا إلى أن "الكنائس هي أطراف فاعلة في  المجتمع المدني العالمي ... ولديها صوتا واحدا و دافع مشترك وهو يسوع المسيح ."

وتحدث عن عودته من الأراضي المقدسة قائلا "بأنه شئ لا يصدق و محبط" كيف يمكن لشعبيين الإسرائيلي والفلسطيني "أن يتعايشا معا دون تواصل ". وسرد الروايات بين الكنائس العالمية المختلفة هو أمر حيوي.

مفهوم "السلام العادل"

وربط تفاتيت االسلام المسكوني  الذي يلتزم مجلس الكنائس العالمي على تحقيقه "سلام عادل" مبينا انه يمثل "بديلا لمفهوم الحرب العادلة". وأضاف أن مجلس الكنائس العالمي يعمل على تطوير وبناء طرق "لتحقيق السلام من القاعدة" في المجتمعات وفي ساحات الاسواق وبين الشعبين كجزء من رحلة الحج من أجل تحقيق السلام وإقامة العدالة.

وأردف تفاتيت بأن مجلس الكنائس العالمي يعمل مع الكنائس المتواجدة في دوائر الصراع مشيرا إلي بعض الأماكن مثل جنوب السودان قائلا بأن الكنائس هناك هي "أكثر مصداقية" للعمل كوسطاء في تحقيق السلام.

وثمة مجال عمل آخر للكنائس في السعي إلى تحقيق السلام هو "العلاقات بين الأديان" حيث لدينا التزام قوي ومتزايد بشأنه. وأشار تفانيت بأن مجلس الكنائس العالمي قد افتتح في نيجيريا مركزا " لتبادل رويات ضحايا الصراعات الدائرة ".

وأشادت مارلينا فيفياني مديرة مكتب الاتصال بجنيف من شعبة شراكات الاتصالات باليونيسيف بالشراكة والتعاون بين وكالة الامم المتحدة و مجلس الكنائس العالمي بهدف حماية الأطفال. وأردفت قائلة بان "اليونيسيف يتعهد بحماية الأطفال في مناطق النزاعات مؤكدة بان عدد الأطفال في مناطق النزاعات هو عدد متزايد وكبير للغاية.

وأشارت الي اعتقادها بأن التعامل مع كلا الجانبين النفسي والاجتماعي للأطفال يمكن أن يساهم في شفائهم. وتشترك في العمل مع العديد من المجموعات بما فيها الكنائس من أجل مواصلة مساعي السلام.

وتحدثت فيفياني عن بداية التوصل الي اتفاق بين اليونيسف و مجلس الكنائس العالمي بشأن كيفية مشاركة مواردهما للعمل معا على للنهوض بحقوق الأطفال  قائلة: " توصلنا الي هذا الاتفاق بسرعة كبيرة بفضل الالتزامات المشتركة بيننا".

وتحدث فيليب تانيس مدير التنمية والاتصالات برابطة الكنائس الانجيلية العالمية  عن جهود الرابطة من أجل تحقيق السلام بالعمل مع الكنائس في كولومبيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية.

خلق منبر للحوار

وواحدة من الصعوبات التي تواجه العمل في الساحة الكورية هو "أن حكومتى الشمال والجنوب لا يحب كل منهما الاخر ". وتحدث كريس فيرغسون الامين العام  لرابطة الكنائس الانجيلية العالمية  قائلا "بأن بداية الطريق للعمل هى إنشاء منبر للحوار ".

واستشهد تانيس بكلمة القس السوري مفيد قره جيلي في السينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان مؤخرا "نحن نعلم أننا لا نستطع تغيير العالم ولكن يمكننا أن نتخذ خطوة جيدة واحدة على الأقل من أجل تحقيق حياة أفضل."

وتحدث الأب الورع القس  إيسا هايكي هوتنين عن  الدور الهام لمؤتمر منظمة الكنائس الأوروبية  وهي منظمة تضم 115 كنيسة في أوروبا من جزر القنال الإنجليزي في الغرب إلى فلاديفوستوك في أقصى الشرق.
تحدث هوتنين من الكنيسة الأرثوذكسية الفنلندية قائلا "مفهوم بناء السلام في المنظمة هو إقامة الجسور"  ومثال على ذلك التواصل مع المسحيين من "وراء الستار الحديدي" خلال فترة  الحرب الباردة. لقد تم إزالة الستار الحديدي ولكن اليوم "لا نزال نرى الجدران والخلافات موجودة".

ومن وجهة نظره يحاول بعض الناس بناء حاجز حول أوروبا للحفاظ عليها وحفاظا على اراضيها وهناك ايضا حاجز  اقتصادي بين شمال وجنوب البلدان الأوربية. وعلينا إقامة الجسور "من خلال تقديم يد العون للجرحى وشفاء ذكرياتهم الأليمة. "

ويفحص مؤتمر الكنائس الاوربية الذي يضم العديد من الكنائس بعض الوثائق التي توضح محاولات إضافة "الصبغة العسكرية" على  سياسة أوروبا.

وتحدث رالستون دفنبوج  الأمين العام المساعد للشؤون الدولية وحقوق الإنسان في الاتحاد اللوثري العالمي قائلا أن الاتحاد اللوثري العالمي هو أكبر شريك ديني في المفوضية العليا للاجئين وهى إحدى وكالات الأمم المتحدة. ويشارك الاتحاد اللوثري العالمي بقوة فعالة مع الأمم المتحدة في خدمة قضايا اللاجئين والدفاع عن حقوقهم والتعبير نيابة عنهم  أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

وأردف دفنبوج قائلا "تدير منظماتنا العديد من مخيمات اللاجئين التي معظم افرادها من المسلمين. " ولدينا فرقة عمل تشمل أعضاء مسحيين تساهم في مساعدة اللاجئين المحتاجين وإن دل على شئ فإنما يدل على الموائمة و السلام.

وأوضح  السيد شاران سرينيفاس مدير البرامج والأبحاث في مؤسسة جائزة ليفيلهود أنه شهد أن "مساحة المجتمع المدني أخذت في التقلص على مدى السنوات الخمس الماضية" " مما دفعه للعمل مع الكنيسة في السويد و هى عضو من أعضاء مجلس الكنائس العالمي.

وكل عام تمنح المؤسسة جائزة يطلق عليها "جائزة نوبل البديلة" وغالبا ما تقدم إلى الفائزين من المنظمات أو الافراد الابطال الذين قدموا حلول مثالية لمعالجة أسباب جذرية للمشاكل العالمية.

وقال سرينيفاس: "عندما ارتبطنا مع الكنائس التقدمية اكتسبنا المزيد من القوة" و " المجتمع المدني الحقيقي  يجب أن يشتمل على المنظمات الدينية"

صور ذات درجة عالية من الوضح مجانا

تسجيل فيديو للقاء اللجنة

وللمزيد من المعلومات يرجى الاطلاع على المقالات التالية:

Reformation anniversary opportunity for reflection on past and critical look at present, says WCC general secretary (WCC press release of 3 November 2016)

European Reformation roadmap starts in Geneva (WCC press release of 3 November 2016)

500 years of the Reformation – commencement of anniversary celebrations (WCC press release of 3 November 2016)