محور الصلاة الرئيسي التي أقيمت في كاتدرائية القديس بطرس في وسط مدينة جنيف القديمة كان إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية التي حصلت بين 1915 و 1923. ولكن بعد العمليات الإرهابية التي وقعت قبل أيام في بيروت وباريس وأودت بحياة مئات المدنيين وخلفت مئات الجرحى، اتخذ اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط بعداً جديداً.

الأسقف الأرمني فيكين أيكازيان، عضو اللجنة التنفيذية، كان أحد الذين ترأسوا صلاة التضرع باللغتين الفرنسية والإنجليزية من أجل شهداء الإبادة الجماعية التي حصلت في القرن العشرين وجميع الذين عانوا من أثرها وكذلك من أجل "ضحايا اليوم في بيروت وباريس".

كما ذكر ما ورد في تصريح كانت اللجنة التنفيذية قد أصدرته في نهاية الأسبوع قائلاً: " في وجه هذا العنف، الأسرة البشرية، وجميع أبناء الإيمان والإرادة الحسنة، يجب أن يتحدوا معاً لتجديد التزامهم باحترام الآخر والعناية به وحمايته، والتصدي للعنف".

الأسقف الأرمني ناريغ ألمزيان، عضو اللجنة التنفيذية، رفع الصلاة إلى الله لينجّي الإنسانية من الشر في هذه الفترة، ولتقوية المؤمنين بالحياة المسيحية.

تعقد اللجنة التنفيذية اجتماعها بالقرب من جنيف، بين الثالث عشر والثامن عشر من نوفمبر وقد دعيت للمشاركة في الصلاة المشتركة في كاتدرائية القديس بطرس التاريخية. مبنى هذه الكاتدرائية القديمة في جنيف تحول خلال حركة الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر، بمثابة بيت للمصلح جون كالفين، وقلب الكنيسة البروتستانتية الناطقة باللغة الفرنسية في جنيف EPG.

خاطب أمين عام مجلس الكنائس العالمي، القس د. أولاف فيسكه تفايت، المجتمعين باسم مجلس الكنائس العالمي ومنسقته د. أغنس أبوم من الكنيسة الأنجليكانية في كينيا، وأشار إلى أن المجلس هو نفسه جزء من نسيج جنيف، وأحدى الهيئات العالمية التي قصدت هذه المدينة "جوعاً وعطشاً للحق، والسلام، والحوار".

وقد جاء اصطفاف أعضاء اللجنة التنفيذية وغيرهم من المسؤولين في مجلس الكنائس العالمي في المقاعد الأمامية داخل الكنيسة الضخمة جاء كأبهى تعبير عن تنوع المسيحية العالمية: نساء ورجال من مناطق وتقاليد وإثنيات مختلفة.

القس تارواني ماريا من بولينيزيا الفرنسية لخص روح الوحدة المسيحية الموجودة في الخدمة الإلهية ورفع الصلاة قائلا: "في هذا الوقت الذي نتحد فيه مع الإخوة والأخوات من حول العالم، نفرح لكوننا قادرين على الصلاة معكم بصوت واحد وقلب واحد. نشكركم على المهمة التي أوكلتموها إلينا: أي الشهادة والعمل من أجل السلام، والعدالة، حيثما كنا، وحيثما كانت كنيستنا".

ألقى العظة القس ورئيس الكنيسة البروتستانتية في جنيف إمانويل فوكس. وقد استند إلى قول يسوع في إنجيل يوحنا  14: 6 "أنا هو الطريق والحق والحياة". وتحدث فوكس عن موضوع مجلس الكنائس العالمي الحالي وهو "الحج نحو العدالة والسلام".

وقال: "إن حج المسيحيين لا يتم فقط في سياق الأحداث المأساوية والتحديات المرعبة، بل أيضاً في "مسيرتنا اليومية". علينا كمسيحيين أن نتذكر أن هدفنا في نهاية المطاف قد لا يكون صعباً كالطريق نفسه. ويسوع قال "انا هو الطريق".

ورأى فوكس أن أهم لحظة في الحياة المسيحية قد تكون اتخاذ قرار خوض رحلة الحج. بهذا المعنى تقدم الكنيسة رفقاء درب يلتزمون معاً بحياة فاعلة ومحررة، ويشجعون بعضهم بعضاً، ويعترفون بحاجات الآخر محاولين تلبيتها.

وتابع فوكس قائلاً، إنه حتى في باريس، المصعوقة بسبب ما حدث، لا بد من إيجاد درب للمتابعة. يجب على الكنيسة أن ترسم الطريق في هذا العالم المهدد بالعنف، وأن تنطلق هي نفسها على هذا الطريق. فالكنيسة كالإنسان الحاجّ، تتقدم إلى الأمام بأمل.

تصريح مجلس الكنائس العالمي بتاريخ 13 نوفمبر

تصريح مجلس الكنائس العالمي بتاريخ 13 نوفمبر

تصريح مجلس الكنائس العالمي بتاريخ 14 نوفمبر

تصريح مجلس الكنائس العالمي بتاريخ 15 نوفمبر